Wednesday, November 28, 2007

هذه المدونة:
هذه المدونة كثيراً ما يتساءل البعض مستنكراً: ما جدوى الاهتمام بالدراسات النظرية بينما الناس بين كثرة مشغولة بتأمين أسباب معيشتها وقلة على شئ من الوعي مدهوشة بالخطوب المتواترة على الأمة ؟ والحقيقة أن هذه التساؤلات لم تكن لتحوز أدنى اهتمام لولا أنها تعبر عن حماسة صادقة من جانب والأهم أنها تعبر عن أحد جوانب العقل المسلم من جانب آخر ، فحيث غاب فقه الأولويات عن العقل المسلم انشغل بالآني على حساب المستقبلي وبالعرضي على حساب الجوهري وبالمرحلي على حساب الاستراتيجي فليس ثمة تصور لحال الأمة بعد عقد أو عقدين من الزمان ناهيك عن وجود تخطيط واضح لمستقبلها ولو لأعوام قليلة قادمة.وربما يعود ذلك لفقد الأمة - قادة وشعوباً ومفكرين – زمام المبادرة بطول أمد الاستبداد السياسي والاجتماعي وتعودها على وضعية المفعول به أو المفعول فيه أو في أحسن الأحوال تعودها على اتخاذ رد الفعل الذي كثيراً ما يقصر عن الارتفاع لمستوى التحدي المقابل.وقد ظهر هذا القصور الفكري بجلاء في معالجة أزمة المسلمين الحضارية أمام التحدي الغربي فلم يبادر المسلمون لمراجعة أطرهم الفكرية ومنظومتهم المعرفية مفترضين سموها وتميزها خالطين بين الشريعة واجتهاداتهم الفكرية بل وركنوا إلى أسهل التفسيرات وأكثرها تبسيطاً واختزالاً: فما دام الغرب انتصر علينا بسلاحه وتقنياته المتقدمة فما علينا إلا أن ننقل عنه هذه التقنيات ومن هنا سادت أوهام نقل التكنولوجيا منذ تجربة محمد علي وخير الدين التونسي إلى الآن وسهل القضاء على العديد من محاولات النهضة لأنها لم تصحبها ثورة معرفية تجديدية مناظرة لما قامت به دعوة التوحيد.حيث كان التوحيد هو المبدأ العقدي الذي رفع العقل الإنساني من وهدة الخرافة ، وحرره من أسر تسلط السلطة، سواء كانت سلطة التقليد أو سلطة الحكم أو سلطة الميول والأهواء فرؤية العالم بما تتضمنه من أبعاد وجودية ومعرفية قيم عليا (أكسيولوجي) تتكامل في تصور كلي يمثل جوهر العقيدة ترسي أساساً للحوار مع الآخر المختلف حضاريا ًوصولا لرؤية إنسانية شاملة تقوم على المشترك الإنساني العام وتستعيد للإنسان إنسانيته بعيداً عن تفتيته واختزاله في أحد أبعاده (الإنسان المستهلك/ الإنسان الاقتصادي أو الاجتماعي)وعليه تحاول هذه المدونة حفز لاهتمام بمناهج الفكر والأطر المعرفية القائمة ونقدها وطرح النماذج المعرفية البديلة واستكشاف إمكانيات تفعيلها في الحقول العلمية المختلفة والإمكانات التي يتيحها المنظور التوحيدي معبراً عنه بإسلامية المعرفة لدفع تقدم هذه العلوم بعيداً عن الاستقطاب والثنائيات العلمانية /الدينية ، المادية / المثالية التي أثرت على تطور هذا العلوم.

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home